لطالما كنا نفتخر نحن أكراد سوريا  بأننا نملك حب القومية الكوردية أكثر من غيرنا من جهة أكراد العراق وأيران وتركيا ولكن أظهرت لنا الثورة السورية بأن أحزابنا الكوردية وجميع مسؤوليها ليسوا سوى ممثلين عن أحزاب أخرى كوردية خارج نطاق سوريا  وأننا عكس ما كنا نتوقع عن أنفسنا من حب القومية وما شابه فهذا كله بعيد عنا كل البعد .  ومن دواعي الصدف أن هذه الثورة المباركة أظهرت لنا بعض الساسة الرائعين وبشكل نفتخر به من أمثال مشعل تمو ونصر الدين برهك ولكن للأسف خسرناهم لأسباب عديدة فهم أختاروا الشارع الكوردي من الداخل وهم أختاروا الأنضمام للثورة من داخل سوريا وأبرز مافيهم أنهم شخصيات كوردية سورية 100\100. وبعد كل ماجرى ويجري حالياً على الساحة الكوردية السورية عرفنا أننا قد أخترنا طريق التشتت والتوهان الحزبي وتفضيل الحزب على القومية الكوردية وأعتبار القائد آله يمنع مسه , قد يستغرب البعض عندما نقول أن هناك صورة كبيرة لأوجلان و للبرزاني في كركي لكي وهي بلدة صغيرة تابعة لمنطقة رميلان لمن لايعرفها , حينها يجاوبني آخر أنها لقادتنا ونحن نفتخر بهم , ومن قال لكم بأنني لا أفتخر بهم أو لا أحبهم نعم أنا من عشاق البرزاني وأحب أوجلان , ولكن ثورتنا الآن ثورة سورية لا تركية ولا عراقية وآكاد أجزم أن صور البرزاني في مناطقنا أكثر من صوره في كوردستان العراق وكذلك صور آوجلان عندنا أكثر من صوره في كوردستان تركيا يا لا عجبي !! ول نتفق معكم بأن الصور ضرورية للضرورة الآلهية للشخصية , فأين هي شعاراتكم  فشعاراتكم تقتصر على عدد محدد لذكر الشعب يريد اسقاط النظام لأنه من الأجرام ذكر الشعب يريد أسقاط النظام أكثر من 3 الى 4 مرات في المظاهرة الواحدة فهذا الشي غير مرغوب به من قبل أحزابنا الكوردية على ما آظن !!!. وبالعودة الى آحزابنا الموقرة والتي يفتخر الكثير منها بقيادة الشارع الكوردي وبأنهم أصحاب فضل على الكورد , ونسي أغلبهم أن من أسباب الثورات في العالم هو الجوع الخانق وها قد حل الجوع بأغلب سكان مناطقنا  الكوردية وباتوا يعانون من آدنى مقومات العيش بعد عودتهم من دمشق والمحافظات الآخرى عدى عن الجوع الخانق للسكان الذين يعيشون في الآرياف فهم في حال يرثى لها !! آليس الأجدر بكم تقديم يد العون لشعبكم بدلاً من صرف ملايين النفط والذي تستلمونه من النظام لصرفها على ملذاتكم الشخصية او لأي شيء آخر من يدري ربكم آدرى !!!  ولكن لو قدمتم ما يقدمه لكم النظام من أموال جراء حراستكم لنفطه كنا سنرى تغيير واضح من جهة الشعب تجاهكم فعملية التجويع بحجة أننا في ثورة لن تفيدكم ولن تحميكم لأن الثورة الكوردية قد يرتكبها الكورد بعد الثورة السورية عليكم أنتم يا من تقومون بتجويعهم تجويع قسري لا طوعي . ان عملية التجويع المتعمدة أو الغير ناجمة عن قصد منكم هي عملية لا يرضى بها حتى هؤلاء القادة الذين ترفعون صورهم فالبرزاني الخالد حدثت معه قصة فل تأخذوا منها العبر وهي

في مأدبة غداء أقامها له وحده رئيس ارمنستان (جعفر باقروف) في أربعينيات القرن الماضي

واكتفى البارزاني الأب بزجاجة مياه غازية ونهض لمغادرة المجلس قائلاً :

بدون أصحابي لا تنزل اللقمة من بلعومي لأني تهجرت ونفيت من أجل حرية الكورد وكوردستان وبدون أصحابي لا أستطيع تناول الغداء

ومن أقوال القائد أوجلان :

( لن أترك شعوبنا لرحمة آله المال الدجال والماكر والآعمى )

فأين أنتم من هذا كله وماتظنوهنه في أنفسكم لن يرضى الشعب الكوردي بالجوع لمدة طويلة ناقشوا وتباهوا بأسلحتكم الوهمية وبمالكم الذي لن يغنيكم  فأنها لن تنفعكم وقت الحسم لأنه عندما تحين ساعة الصفر لن تروا من جوعتموهم في صفوفكم فهم أختاروا حريتهم بطريقتهم الخاصة

لم يبقى الكثير من الوقت لمراجعة الحسابات وأن كنتم تتدعون بانه لايوجد كوردي جائع في مناطقنا الكوردية فنحن جاهزون لخدمتكم وأعطائكم أسماء العائلات بشكل سري كي لانجرح كرامتهم والتي هي بنفس الوقت كرامتنا وكي نتخلص من حججكم  الواهية والتي لطالما سمعنا منها الكثير والكثير .

Dilan : كاتب في جريدة النهار الكويتية