الرئيسية » مقالات » مقالات سياسية , منوعات , تعليم لغة كوردية » مقالات سياسية

هل يخدم حزب العمال الكوردستاني مصالح النظام السوري في تركيا كما يروج لها الإعلام العربي !!؟ ..

إبراهيم مصطفى ( كابان ) 
تتحدث الوسائل الإعلامية  العربية والأجنبية عن ازدياد وتطور نوعي في عمليات حزب العمال الكوردستاني ضد النظام التركي خلال شهور الثورة السورية ، ويقصد بذلك وجود علاقة بين الحزب والنظام السوري ! وإن النظام السوري يستخدم الحزب

ضد المصالح التركية للضغط عليها من أجل تخفيف دعمها للمعارضة السورية ، ويتم الترويج لذلك بشكل واسع في الوسائل الإعلامي العربية وحتى إعلاميات النظام السوري الذي يريد الاستفادة من حجم الدعاية الجارية وإيصال رسالة للأتراك إنه بالفعل يستخدم حزب العمال الكوردستاني وإنه قادر على ضرب المصالح التركية في العمق وقت ما يشاء .. وينبغي على الأتراك التجاوب مع النظام السوري وعدم احتواء المعارضة السورية التي تتخذ من الأراضي التركية معاقل لها في مواجهة النظام الاستبدادي في سوريا .وبذلك فإن المستفيد من عملية تشويه صورة الحزب والتحدث عن علاقته مع النظام السوري أمام الرأي العام العالمي والشعبي في سوريا هو النظامين التركي والسوري : الأتراك يريدون إيقاف مد الحزب وتضعيفه شعبيا بعد استيلاء الحزب على غالبية الشارع الكوردي في الأجزاء الأربعة بالإضافة إلى تشويه صورته لدى المعارضة السورية والثوار حتى لا تتحول سوريا مستقبلاً إلى معاقل ومأوى للحزب ، فيما النظام السوري يستفيد كما أسلفت من حجم الدعايات التي تتحدث عن علاقتها بحزب العمال الكوردستاني وفي كلا الحالات يكون الحزب ضحية للإعلام العربي والأجنبي الذي يخدم مصالح النظام السوري والتركي في ترويجها حملات تشويه ضد حزب العمال الكوردستاني .
 
إن  تسليط الضوء من قبل الإعلام العربي والعالمي على الوضع  الكوردي في تركيا كان قاصراً في العقود السابقة رغم إن حزب العمال خلال الثلاث عقود مضت تخوض حرباً مسلحاً ضد النظام التركي الذي ينكر الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في تركيا وإن هجمات الحزب خلال السنين القليلة الماضية كانت أكثر شدة ونوعية من عملياتها خلال شهور الثورة السورية .. إلا أن تقصير الإعلام والتكتم المقصود من قبل الإعلام العربي والأجنبي على حجم المواجهات الكوردية التركية التي كانت تدير رحاها في جنوب شرق تركيا وعلى المثلث الكوردي بين العراق وإيران وتركيا وكان هذا التكتم سبباً في عدم معرفة المشاهد العربي والأجنبي لما يحصل ؟، وسبب التركيز الإعلامي على تحركات الحزب الكوردستاني في الآونة الأخيرة إنما تأتي نتيجة تسليط الأضواء من قبل الإعلام العربي والعالمي على الداخل التركي وتحركاتها في المنطقة خاصة مع دخولها على خط الثورة السورية وتوافد إليها مئات الصحفيين والمراسلين العرب والأجانب ومتابعتهم لأي تصريح أو خبر ينقلونه لوسائل الإعلام كون تركيا تأوي المعارضة السورية ومخيمات اللاجئين على أراضيها وتملك مساحات شاسعة من الحدود مع سوريا وإن جزأ كبير من معارك النظام والمعارضة السورية تجري في المناطق القريبة من الحدود التركية الحراك السياسي للمعارضة السورية بمؤتمراتها واجتماعاتها وحواراتها تجري في تركيا .
 
خلال  العقدين السابقين أستطاع حزب العمال الكوردستاني القيام بمئات العمليات المسلحة ضد الجيش التركي ووقع اشتباكات عنيفة جداً خلال هذه المدة وصل بعضها إلى حشد الأتراك لأكثر من 300 ألف جندي مسلح بمجنزراتها وطائراتها الحربية إلى المناطق الكوردية وخلال كل العمليات العسكرية التركية خرج الأتراك مهزومين رغم استخدامها كافة الوسائل أمام عناصر تحمل السلاح الخفيف وتتخذ من الجبال معاقل لها !!.
 
الحزب دمر مئات الدبابات والآليات العسكرية خلال السنين الماضية وأسقط  عشرات الطائرات الكوبرا وغيرها ونفذ عمليات في العمق التركي وقتل الآلاف من عناصر الأمن والجنود الأتراك ولم ينجح الأتراك رغم كل محاولاتهم وعملياتهم العسكرية في إيقاف هجمات الحزب فأين كانت الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية آنذاك .!!؟
 
ومقارنة بعمليات حزب العمال الكوردستاني خلال السنين الماضية فإنه خفت هذه العمليات بشكل كبير ؟ .
 
كنا خلال السنوات الماضية  نسمع من الأخبار طبعاً  القنوات التركية  والكوردية وبعض المرات على القنوات العربية كالجزيرة وغيرها أخبار حول هجمات للحزب ومواجهات عنيفة وإسقاط للطائرات الحربية وهجمات وصلت شدتها إلى العمق التركي ونوعية داخل القواعد العسكرية التركية المحصنة وحساسة ، بينما الآن ليس هناك عمليات عسكرية للحزب بشكل يومي وإنما انخفض نسبة هذه العمليات ورغم ذلك يتم إثارته على الإعلامي العربي والأجنبي ويظهرون لنا الحزب على إنه متفق مع النظام السوري وهو إحدى أجنحته يتم استخدامه ضد تركيا كما يستخدم حزب الله ضد لبنان !!.
 
فهل تريد الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية أن يوقف حزب العمال الكوردستاني نضاله التحرري ضد النظام التركي حتى ترضى تلك الوسائل والمخابرات التركية أم ماذا !!!؟ . 
 
23-8-2012
 
إبراهيم مصطفى ( كابان )

الفئة: مقالات سياسية | أضاف: rojmaf (2012-08-24)
مشاهده: 304 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

تصويتنا
موقفك من الهيئة الكوردية العليا
مجموع الردود: 107
إحصائية


اضغط على like - اعجبني