لا بل تجاوزوا حدود ذلك العصر، كما يؤكدون جزءا من معادلة "التاريخ يعيد نفسه". أيام أبشع الحروب والقتل والتمثيل بالنساء من بغداد الى دمشق، وكأنه يريد الثأر والانتقام من تلك الحوادث التاريخية. البارحة والده كان عدوا لدودا لحاكم بغداد، بينما اليوم الحاكم الفرد والدكتاتور "المالكي" في بغداد أصبح أخا وصديقا حميما للحاكم غير الشرعي في دمشق، وذلك لانتمائهم للفصيلة الواحدة من الدم!!!. فأمثال هؤلاء لايهمهم كم من الناس ينادون بالحرية والديموقراطية والفدرالية، بل يهمهم فقط تلك الفصيلة دون غيرها، لا بل يسمونهم "بفلول الارهابيين!!" فمن وجهة نظرهم حتى الذي يطالب برغيف الخبز في سوريا أو العراق هو ارهابي!!. فالمنطق والعقل البشري الحديث لا يقبل ذلك، وهذا ماكان يحدث عند المجتمعات القديمة، عندما كان عدد الزنادقة يفوق عامة الشعب. فاليوم وكأنه نحن ننافس مع العصور الغابرة لاعادة عصر بشار بن برد وغيره من الزنادقة، بينما في العصر الراهن وأمام أعيننا هناك مجموعة من القضايا الدولية المتعلقة بشعوب برمتها وتنادي لمجيب لحلها وحسمها ومن بين هذه القضايا هي القضية السورية، الا أن القواعد القانونية الدولية تتمثل في بطء اجراءاتها وتتعلق بالمصالح الدنيئة لبعض الدول أمثال روسيا والصين وايران أو لمصلحة الطوائف، حتى ولو كانت على حساب قتل الأطفال والشباب والنساء والشيوخ. ومن هنا يتطلب من المعارضة السورية وبمختلف أطيافها ومذاهبها وأعراقها وجيشها الحر جهدا كبيرا، للانتقال الى المراحل العملية والتنسيق مع شباب الثورة واحتضان المنشقين وتوفير الدعم لهم وتشجيع غيرهم على الانشقاق وهذا هو السبيل الوحيد لكسر الدكتاتور والزنديق السوري بشار بن حافظ الوحش.
СHARAF DILAN