بكثير من مقوماته وخطابه وبناه الفوقية في إدارة الذات وفي تقبل الجديد بسب الموروث البالي الذي يشغل الحيز الأكبر من فضاء وجداننا وعقولنا والذهنية الحزبية الضيقة وعلى الأخص النخب الكردية التقليدية التي ربما ما زالت تعيش طور المجتمع الانتقالي ما بين العشائرية والمدنية والماضي الكئيب والثورة ولا تمتلك ثقافة الوحدة وترسيخها وتثبت بأنها ليست أكثر تطورا من المجتمع الأهلي إلا قليلا بالرغم من تعلمها للكثير من العلوم التطبيقية والتجريبية ولا تمتلك فلسفة للحياة الجديدة إلا ما يفرض عليها الظروف الموضوعية في ظل غياب وعي الذات الجمعي عند الحركة.
في ذات السياق أيضاً إذا كان الداخل يتحجج ويبرر سلوكه الرجعي وتفكيره المعوج بأنه يقبع تحت نير الاستبداد والدكتاتورية. فلماذا الذين يعيشون في مراكز الحضارة الغربية ليسوا بأفضل حال ولم يتخلصوا بعد من آثار رضاعتها المعوقة للنهوض والتطور حتى الآن لبناء شخصية ولوبي كردي كي يقودوا الداخل المتخلف المقترن بالعصر لظهور حركة تنويرـ حداثية كردية. لذا يعتقد بأنه ستبقى الحالة السائدة والمعاشة السبب الرئيس في تعثر وتخبط الكردي ومنهج تفكير أفراده المرتبك واللا تفاضلي من حيث فرز أفراده على فئات ومقامات والمكانة حسب درجة خدماتهم للجماعة وفي هذا الجو السديمي وعدم تبلور المفاهيم العصرية وترسيخها يفقد الكردي بوصلته في اختيار قادته وشكل التنظيم الحريص على مصالحه وترتيب صفوفه وامتلاك المنهج الصريح في رسم سياسة حياته ومستقبله كقومية ذات هوية ثقافية متميزة .
أغلب مشاكل الكرد من التشتت والانقسام وزرع الفتن والدسائس والتآمر سببها نتائج فكر وتفكير وسلوك الشخصية الكاريكاتورية السياسية الكردية .فهذا النموذج من الشخصية الحاملة لذلك الميراث المختلط والهجين الذي يكتنفه الكثير من التناقضات سبب تخلف الإنسان الكردي لصنع الحياة الجديدة .ومن المؤسف أننا حتى الآن لا نستطيع التفاضل والفصل بين الشخصية المبدعة ""الكاركتر الحقيقي"" التي يدين لها الكرد ببقائهم حتى الآن والشخصية المزيفة الكاريكاتيرية التي تأتي مجمل مصائب الكرد من وراء أفعالها وتصرفاتها وتشوش على الشخصية الحقيقية حتى ضمن الإطار الواحد والحزب الواحد والمصير الواحد .
فالكاركتر.... الذي نحن بحاجة ماسة له ومدينون بقائنا له عبر التاريخ وهو بمثابة الشخصية الحقيقية الواعية لذاتها الإنسانية والقومية التي يحتاجها الكرد في هذه المرحلة ومستقبلا وتمتلك صفات القيادة للشخصية النخبوية المبدعة والمتفوقة على ذاتها الأنانية والمتمردة على واقعها المشوه التي تجعل من المستحيل حالة يستفاد منها ومن الموت حياة ومقاومة ومن الجبن والضعف شجاعة وقوة. هذه الفئة هي من تقع على عاتقها المسئولية الكبرى مثل الإدارة ة التنظيم والدفاع عن الحقوق والتنوير وإيجاد الحلول الكفيلة بارتقاء الشعب وتطوره. حيث يكون لهؤلاء عادة أداء فكري وثقافي سليم وسياسي عال وتكون مستوى أدائها فعالا جدا ولهم تأثير على مجمل الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية تأثيرا بالغا وتطبع المرحلة بطابعها الخاص. .
أما الكاريكاتير .....الذي يملأ شوارعنا يمثل الشخصية المزيفة في الحراك الكردي التي تستهلك أكثر ما تنتج وتتدافع على المقدمة للتعطيل. هذا النوع من نمط الشخصية هو من أخطر وأكثر الشخصيات سلبية في مسيرة وتطور الشعب الكردي على الإطلاق. إنها ذات طبيعة منفصلة عن ذاتها وتنتمي إلى العالم السفلي من حيث الأخلاق العامة والتفكير الخلاق والسلوك السوي . لا تمتلك أهدافا واضحة ومعلنة وخطابها فاسد ضبابي قابلة للتفسير والتأويل في كل زمان ومكان .ثقافتها راكدة وسطحية. تثرثر كثيرا وتتصرف ببلادة وخداع وكأنها مبدعة. ليست لها مبادئ ثابتة وأعمالها غير خلاقة وخبيثة وماكرة حتى تبين للغوغاء بأنها تمتلك ثقافة عالية ولكنها ذاتية التفكير تدفعها غريزتها ليسخر من كل من حولها من أجل منافع ذاتية وإن ألد أعداها هي الحقيقة . لها رغبة أن تقود الجماعة من مبدأ اللذة والمتعة الذاتية وشعورها بنقص في الشخصية بعد أن تؤمن لنفسها كل الطرق الخطرة ومتطلبات الحياة والمعيشة والرخاء ولا ينقصها سوى اللقب والاسم والوجاهة. تقوم بتصفية العناصر المبدعة من حولها عن طريق الإبعاد والتشكيك والتشهير بهم. ذه الشخصية لا تمتلك ثقافة البناء والتضحية فإنها ترى كل فعالية عملية بمثابة خطر وإعلان للحرب عليها.
قال أحد الحكماء في هذا الصدد : لقد ذاع صيت الذئاب ولكن الثعالب سبب خراب الدنيا . وقال زرادشت المنتحر على صخرة العقل الكردي ذات يوم :""من يريد العظمة عليه أن يكون عظيما ومن يريد المجد عليه أن يكون جليس صهوة الحصان محاربا ""وبالمثل يقول خليل كالو :من أراد الطيران مع النسور والتحليق عاليا عليه أن يكون نسرا لا وطواطا وبالمقابل فمن كان نزيل الفنادق رائدا للمضاجع والمطاعم والمقاهي لممارسة فعل السياسة سيبقى عبداً وستكون نتائج أفعاله على من حوله وخيمة ومن يرضى أن يبقى سلحفاة سوف يزحف طول الدهر وما من أمة كانت عظيمة عبر التاريخ إلا وكان ذلك بهمة رجالها العظماء وشخصياتها المبدعة والحيوية وويل لأمة تبتل بأنصاف الرجال وأنصاف المتعلمين يقودونها في زمن الصعب وعند المنعطف .وما نعانيه من تخبط وضل السبيل هو من وراء أفعال الشخصية المزيفة .
7.8.2012
xkalo58@gmail.com