الرئيسية » مقالات » مقالات سياسية , منوعات , تعليم لغة كوردية » مقالات سياسية

جيري آدمز الكرد: ليلى زانا

دلشا يوسف

نال اللقاء الذي جمع بين النائبة الكردية المستقلة ليلى زانا و رئيس الورزاء التركي رجب طيب اردغان صدى واسعا في الصحافة التركية و العالمية.

   هذا اللقاء الذي اعتبر مبادرة نادرة من قبل الحكومة التركية ، جاء إثر مقابلة نشرت  لليلى زانا اعتبرت فيها اردوغان قادراعلى ايجاد حل للمشكلة الكردية، و لقي هذا الكلام ترحيبا من قبل الأوساط الحكومية، في حين إنتقده بعض الناشطين و السياسيين الكرد.

  و تفاعل كتاب العواميد في الصحف التركية بنفس الوتيرة لهذا الحدث الجلل و بآراء مختلفة  أيضا، فمنهم من حاول البحث في المعاني العميقة وراء هذا اللقاء، و منهم من وصف ليلى زانا ب ( جيري آدمز) القائد الإيرلندي البارز  بالنسبة لتركيا، و البعض الآخر، رأى أن مبادرات ليلى زانا و جهودها من أجل إيجاد حل للنزاع المستمر بين الكرد و الأتراك ستبوء بالفشل.

   في هذا السياق يبحث الكاتب (محمود أوفر) في مقال له منشور في صحيفة زمان التركية عن المعاني العميقة وراء لقاء اردوغان و ليلى زانا، و يتساءل ما إذا كانت ليلى زانا قد أرادت جس نبض رئيس الوزراء اردوغان في هذا اللقاء ، بعدما قالت عنه في لقاء صحفي أنه قوي و قادر على حل القضية الكردية، أم أنها تقود حملة جديدة من أجل فتح الطريق أمام العوامل السياسية التي عرضت المبادرات السابقة لإيجاد الحلول للقضية الكردية للسكتة و الإنتكاس.

   يرى الكاتب أنه قد يكون الجزء الثاني من السؤال هو الأساس في هذه المسألة، و أنه إستقى رأيه هذا من التصريحات التي صدرت من الأطراف المعنية في النزاع و التي  اعقبت اللقاء مباشرة.

   يذكر الكاتب في مقاله، أن ليلى زانا  كإمرأة كردية حاربت بشدة مفهوم " الوصاية" في النظام التركي، في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، و ترتبّت على خطوتها تلك نقل القضية الكردية إلى الرأي العام التركي. و هي نفسها الآن و بعد مرور اكثر من عشرين سنة، تحارب مفهوم الوصاية في السياسة الكردية و تهزها من الأعماق بمواقفها غير المألوفة، لتفتح آفاقاً جديدة أمام السياسة المدنية.

   كما يرى الكاتب محمود أوفر أن من شأن مواقف و مبادارت ليلى زانا  أن تدفع بالمرحلة الحالية إلى الأمام و تخرجها من حالة التراوح في نفس المكان، إثر تعرض جميع المحاولات السابقة للفشل، و بالأخص بعد إخفاق الإستمرار في محادثات أوسلو، و تعرض عبد الله أوجلان للعزلة الشديدة، و توجه حزب العمال الكردستاني للعمل العسكري كخيار بديل عن الحلول السياسية.

   و يقيّم الكاتب من جانبه جواب حزب العمال الكردستاني على تصريحات و لقاءات ليلى زانا على أنها إعلان الحرب كسبيل وحيد للحل، و ذلك بالإعتماد على تصريح عائد ل " دوران كالكان" القيادي البارز في حزب العمال الكردستاني و الذي جاء فيه الآتي:

" بدون شك نحن نمر بمرحلة  إيجاد للحلول، و لكن هذه المرحلة ليست مرحلة الحلول السياسية، بل مرحلة الحلول العسكرية".

و يضيف كالكان قائلا:
" على كل من يدّعي أن رجب طيب اردوغان و حزبه قادرين على إيجاد الحلول للقضية الكردية، أن يعيدوا النظر في ممارسات السنوات العشر الماضية من حكم الحزب".  

   أما الكاتب "روشان جاكر" كاتب العمود في صحيفة وطن التركية، فيرى أن تركيا بحاجة إلى شخصية مماثلة ل " جيري آدمز"  الإيرلندي. حيث برز جيري آدمز كقائد سياسي أوحد لحزب  ال ( شين فين)  الإيرلندية، و غدا رمزا أساسيا في تطوير سياسة الجمهوريين في إيرلندة في الثمانينيات و التسعينيات من القرن الماضي.، و إبتدع استراتيجية " الطريق المزدوج" التي تقوم على ان المطاليب السياسية لا تتحقق بالعنف وحده، بل بالنضال السياسي ايضا.

هذا السياسي المخضرم و القائد الكبير في الجيش الإيرلندي، لعب دورا كبيرا في المفاوضات بين الحكومة البريطانية و الإيرلندية عندما كان قابعا في السجن في 1971-1972.

   و يرى الكاتب روشان جاكر أن تركيا  بحاجة إلى أن تصنع نسخة  خاصة بها مشابهة ل " جيري آدمز " الإيرلندي، و ان بإستطاعة شخصية مثل ليلى زانا أن تلعب هذا الدور بإتقان و أن تصبح بمثابة ( الناطق السياسي) للكرد، و لكن بشرط أن يتم الإعتراف بها من قبل الكرد و الترك كطرفين في هذا النزاع.

*زاوية اسبوعية تنشر في صحيفة كوردستاني نوي الكردية.
الفئة: مقالات سياسية | أضاف: rojmaf (2012-07-06)
مشاهده: 341 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

تصويتنا
موقفك من الهيئة الكوردية العليا
مجموع الردود: 107
إحصائية


اضغط على like - اعجبني