سواءاً من البعيد أو القريب لا بل الشعوب يقومون بالتمرد المسلح عندما تسنح لهم الفرصة والثورات العربية دليل قريب على هذه, ومن بين تلك الثورات الثورة السورية التي وجدت حيلته في تحقيق الحريته عن طريق السلاح بعدما سد النظام كل الأفق والأبواب للأنتقال السلمي الديمقراطي , وطبعا هي نتيجة طبيعية لعقود من الظلم والأذلال والتراكمات فلا بد أن يحدث رد فعل طبيعي في وقت أو زمن ما , أما عن الحركة الكوردية السورية فلا تختلف أفكار بعض قيادي الأحزاب وسياسيها عن أفكار الأنظمة الديكتاتورية من ناحية غريزة التملك والسلطة والثروة وعدم التخلي عن كرسي حكمهم العتيد لأحد كان على رغم أنهم ينتخبون ديمقراطياً حسب زعمهم من قبل مؤيديهم الكثر وعلى رغم إن برامج معظم الأحزاب الكوردية فيها الكثير من الديمقراطية والحرية وكما أيضا هناك التشابه الكبير بين دساتيرهم الحزبية إلا إنهم عاجزون تحقيق عزل أو حجب الثقة عن رئيس حزب ما وأيضا عاجزون عن تحقيق أي إندماج أو وحدة حقيقية بينهم، بالعكس هم نشطون لعمليات الأنشقاقات ومهاجمة وأتهام البعض لأسباب تتعلق بالفئوية والحزبوية بعيداً عن روح الوحدوية , نعلم منذ عام 1957 وحتى الآن أنشقت عشرات الأحزاب عن بعضها البعض وكل حزب يبقى رئيسه زعيماً مطلقاً حتى يأخذ الله وسبحانه وتعالى أمانته , هناك رؤوساء لأحزاب كوردية موجودة على سدة الحكم منذ تأسيس الحركة الكوردية وأيضاً كلما حدث ويحدث الشق الجديد يبقى زعيم الحزب ملكاً حتى الموت , إذاً ثقافة (الأنا )هي المرض والمصيبة المستمرة في الضلوع والصفوف الحركة الكوردية السورية , وها هي رياح التغيير تلف عليهم من كل جهة وهم مازالوا في سباتهم ومتمسكون بعروشهم ولا يفتحون المجال أمام الجيل الشاب الثائر والمثقفين والمرأة , ينسون أو يتناسون ما إذا نجحت الثورة السورية بأن رياح التغيير ستطالهم , ثورة الشباب الكوردي لتغيير قيادات الأنظمة العتيدة التي لا يمكن أن تتطور وأن يواكب العصر وأن يحقق أي نوع من التقدم الحقيقي للمجتمع الكوردي أو أي نوع من الوحدة والتنسيق الحقيقيين , فإذا ما بقي هؤلاء زعماء الأحزاب على كراسيهم العتيدة بعد الثورة , هناك 3 ثلاث إحتمالات قد يحدث حسب رأيي المتواضع ,1 أولاً: استمرار هؤلاء في حكمهم وبالتالي تشكيل الميليشيات الحزبية المتنازعة المتصارعة وبدلاً أن يكونوا أمل الشعب الكوردي في تحقيق حقوقهم وأمالهم فسيصبحون سبباً لمأساة جديدة وكبيرة جداً ويكونوا قد أرجعوا الشعب الكوردي لعشرات السنوات إلى الوراء , 2 ثانياً: هو بدء الثورة الكوردية السلمية على هؤلاء الزعماء حتى يتنحى الجميع جانباً. 3 ثالثاً :. وهو الأهم والأكثر حضارياً ودليل على مدى الوعي القومي والوطني والديمقراطي والإنساني ألا وهو أن يقوم هؤلاء الزعماء الأكارم إلى تقديم أستقالاتهم أو ألا يتقدموا على الترشيح للدورات المقبلة , وهكذ يكونون قدموا أكبر خدمة لشعبهم وفتحوا المجال أمام الكفاءات وبذلك قد يصبح الرجل المناسب في المكان المناسب , نحن هنا لا نشبه زعماء الأحزاب الكوردية برؤوساء الأنظمة الديكتاتورية الدموية والكثير من الزعماء لهم تاريخ مشرف وخدموا القضية الكوردية بكل أمانة وعدالة , ولكن مهما يكون الحاكم عادلاً لا يجوز له الأستمرار والتشبث بالحكم لأن مع مرور الوقت وبعد أستملاك القوة والسيطرة والمال يتحول إلى ديكتاتور , ومن يخدم شعبه يستطيع أن يخدم في كل مكان طالما هو مؤمن بقضيته وبأفكار الحرية والديمقراطية ....