الرئيسية » مقالات » مقالات سياسية , منوعات , تعليم لغة كوردية » مقالات سياسية

في الذكرى الرابعة عشر لإعتقال القائد أوجلان // حسني كدو

آه من غدر الزمان وأهله, اه من النفاق السياسي وعهره , آه من الظالمين وظلمهم , آه من الأصدقاء وغدرهم ,  اه و ويل لكل من ساهم وخطط ومول وشارك في الجريمة والمؤامرة الكونية البشعة  ضد قائد و رمز كبير من رموز الشعب الكوردي وحركته التحررية . 
تمر اليوم ذكرى أليمة وحزينة على الشعب الكوردي في جميع أجزاء كوردستان وفي سائر أنحاء العالم ففي مثل هذا اليوم قبل اربعة 
عشر سنة اجتمعت واتفقت أكثرمن عشرة دول  بأجهزتها الأمنية في ملاحقة ومتابعة القائد آبو الذي اجبر على مغادرة دمشق بعد أن حشدت تركيا قواتها وعربدت بالطول وبالعرض وعلى لسان اكبر مسؤوليها بضرب سوريا وتدمير القصر الجمهوري السوري بمن فيه. 
غادرت الطائرة دمشق وعلى متنها أسير المؤامرة الدولية ,  وسجين طريق الكرامة الكوردية  , متنقلا بين  عواصم عدة  , وبعد سلسلة من الرحلات المكوكية بين عواصم  هذه الدول التي  كانت تعتبر في نظر الكثيرين قلعة للصمود والتحرر,  وملجأ للمظلومين والمناضلين,  والهاربين من وجه الظلم والعبودية,  لكن هذه الدول خيبت نفسها قبل معجبيها و لم تنظر في وضع القائد آبو الذي اضطر أو خطط له  للهبوط في مطار روما الدولي مقدما نفسه الى السلطات الإيطلية التي وجدت نفسها في ورطة كبيرة , كيف تتصرف مع عدو تركيا اللدود والمطلوب من المانيا ودول أخرى ؟  
وحقا صدق من قال كل الدروب تؤدي الى روما , ولكن روما لم تعد كما كانت , وقائد روما ليس بذاك القائد الهمام  ,وشعب روما لم يعد كما كان , غير ان روما أصبحت قبلة لكل الكورد في ذاك اليوم والشهر , قوافل بشرية اتجهت من كل صوب وحدب , من  دول اوربا والعالم صوب المكان الذي نزل فيه القائد آبو , الكورد بجميع اتجاهاتهم السياسية والفكرية احتشدوا في المكان , افترشوا الارض والسماء في تلك الأجواء الباردة,, ألقوا خطبهم الحماسية , أقاموا الحفلات الغنائية الوطنية والدبكات الكوردية الشجية  , غير أبهين بالعوامل الجوية الصعبة , همهم الوحيد  الحفاظ على قائدهم و رمز نضالهم الثوري التحرري, صديق حقي قرار , كمال بير , مظلوم دوغان , ساكنة جانسيز وغيرهم من مؤسسي ب ك ك الذين   ضحوا بأنفسهم في سبيل انبعاث الحركة الكوردية من شبه  العدم ومن المقابر الأسمنتية والأكياس البلاستيكية الملقاة في بحيرة وان وفي كهوف  ومغارات جبال  كوردستان التي ارتوت بدماء الشهداء الكورد وشهداء الحرية أمثال مظلوم دوغان و حقي قرار وكمال بير . 
استطاعت روما  ان تعيد شيء من مجدها  من التاريخ ولكن بصورة مختلفة , الأنظار كلها متجهة صوبها ,  اليسار الإيطالي في صوب واليمين في صوب اخر,  والعالم يراقب عن  كثب  ما يجري ,  تصريحات دونكيشوتية طورانية هنا وهناك , نفاق وعهر  سياسي مبتذل , صمت وخجل  وترقب من صوب أخر ,  عشرات الشباب والشابات أضرموا النيران في اجسادهم الفتية تعبيرا عن تضامنهم مع قائدهم ,  بينما الأجهزة الأمنية التركية والامريكية والروسية والموساد الإسرائيلي وغيرها تعقد الصفقات فيما بينها وتتأمر على الدول والشعوب الضعيفة  , والثمن غالي ومهم  وهو رأس القائد ابو , هذا القائد الذي زاره شخصيات كوردية وعالمية كثيرة في محل إقامته في روما , وقالت عنه صديقة الشعب الكوردي دانيال ميتران " أوجلان ليس إرهابيا بل ثائرا يناضل في سبيل حقوق شعبه " . 
لكن  الديك الرومي Turkey وظنا منه بأن إعتقال أوجلان و إعدامه  سوف ينهي ويشل حركة حزب العمال الكوردستاني وبالتالي القضية الكوردية ,مثلما فعلته إسرائيل مع القيادة الفلسطينية حيث قامت بتصفية أغلب قادتها , و هكذا استمرت المؤامرة الدولية والكونية وأطل بولنت أجاويد رئيس وزراء تركيا انذاك  ورائحة البامبرز تفوح منه و بعنجهية الديك الرومي على قنوات التلفزيون التركي و الشاشات الفضائية  العالمية وهو نافشا ريشه بأن أوجلان أو (أبو ) زعيم حزب العمال الكوردستاني الإرهابي في قبضة تركيا الأن  ناسيا أو متناسيا بان ما قامت به تركيا بمساعدة أمريكا واسرائيل وبمساعدة دول اخرى وتواطىء كيني هو إرهاب دولي تجاه مناضل وثائر في سبيل حقوق شعبه . 
إعتقال أوجلان ونشر صور الإعتقال بتلك الطريقة المشينة دلت على ان تركيا لا تزال كل البعد عن القيم الأخلاقية و عن الحضارة المدنية الانسانية وبانها لا تزال مستمرة في الفكر الكمالي و تنكر القوميات الأخرى وانها بعيدة عن الإنضمام للاتحاد الأوربي . 

الصحافة التركية اشادت بجهاز الاستخبارات التركية (اي ام تي )التي كانت وراء إعتقال أوجلان منذ سنين عدة وبمساعدة اسرائيل وأمريكا وغيرها , لكن تركيا فشلت في إضعاف ب ك ك بل ازداد الكورد إيمانا بقضيتهم  ووقفوا خلف حزبهم وقائدهم في كوردستان تركيا وها هم اليوم ممثلين عن الكورد باكثر من سيعين نائبا , والقائد أوجلان لا يزال شامخا في جزيرة ايمرالي ولوحده , هذه الجزيرة التي كانت شاهدا على جريمة إعدام  عدنان مندريس بتهمة الخيانة العظمى والذي رد اليه الشرف والاعتبار وبانه كان ضحية مؤامرة شيطانية دبرها له الاستخبارات العسكرية وجنرالاتها. 
إن إعتقال القائد أبو كان صدمة لكل الكورد على إختلاف مشاربهم وأحزابهم , لكن الكورد يدركون جيدا  ان درب الحرية شاق وطويل,  وثمنه باهظ ونفيس , وانهم ماضون على درب القائد الخالد البارزاني و قاضي محمد ومن سبقهم كالشيخ سعيد  وسيد رضا وقاسملوا وشرفكندي و رفاق( أبو) من أمثال ساكنة جانسيز ورفيقاتها ورفاقها كمال بير وحقي قرار ومظلوم دوغان وليلى قاسم وغيرهم من الأبطال الذين ضحوا بدمائهم تراب كوردستان قديما وحديثا  من قنديل الى عفرين ومن سري كانيية الى سننداج ومن ديار بكر الى مهاباد ومن زاخو الى قامشلو و كوباني وان شعار الكورد هو ياكوردستان يا آمان.     
                                                                                                                                                        الرياض

14- 2 -2013 
حسني كدو
الفئة: مقالات سياسية | أضاف: rojmaf (2013-02-15)
مشاهده: 633 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

تصويتنا
موقفك من الهيئة الكوردية العليا
مجموع الردود: 107
إحصائية


اضغط على like - اعجبني