الرئيسية » مقالات » مقالات سياسية , منوعات , تعليم لغة كوردية » مقالات سياسية |
الدفاع عن العلم الكوردي
بكلماتٍ صريحة وبدون انفعال أبين موقفي كمواطن كوردي سوري في العجاج الذي أثاره بيان المجلس العسكري في محافظ الحسكة أو غيره من المجالس الثورية الموقرة حول منع كل الأعلام في المحافظة من دون علم الاستقلال السوري، والمقصود بذلك العلم الكوردي طبعاً. هذا العلم أيها "المقاتلون من أجل الحرية" يمثل طموحات الأمة الكوردية التي لها الحق في الحرية والوحدة والتقدم والعيش في أمان وسلام في المنطقة مثل غيرها من الأمم الجارة كالأمة العربية والتركية والفارسية، ولايفاجئني أنكم لاتتمكنون حتى الآن من فهم أسباب رفع هذا العلم الكوردي فوق بيوت الكورد وفي مظاهراتهم وجنازات شهدائهم ومن قبل أطفالهم ونسائهم وشبابهم المناضل من أجل الحرية، في أعيادهم وأحزانهم، في داخل سوريا وخارجها، إلى جانب علم الاستقلال السوري أو بدونه، لايفاجئني عدم قبولكم لعلم شعبٍ اعترفت المعارضة كما اعترف النظام بوجوده كمكون أساسي من مكونات الشعب السوري، وذلك بسبب أنكم قضيتم حياتكم كضباط في ثكنات الجيش البعثي العربي، الرافض لوجود أمة كوردية لايقل تعدادها عن ال40مليون نسمة، وقاتل أبناؤها إلى جواركم في كل حروبكم و"فتوحاتكم !" التاريخية، في حين يرفرف علم اسرائيل أمام عيونكم صباح مساء دون أن تتمكنوا من فعل شيء ضده، وأقسمتم اليمين لدى تخرجكم من الكلية على الوفاء والولاء للأسد الظالم وعلم حزبه العنصري الشوفيني ودولته المارقة على ميثاق الجامعة العربية، أو أن بعض أفرادكم من الذين يعتقدون بأن راية سوريا المستقبل يجب أن لاترمز إلى أي رمز قومي أو وطني، عربي أو كوردي، وإنما إلى وحدة العقيدة، في حين أن السوريين ليسوا كلهم على دينٍ واحد كما نعلم. ربما يقول بعضهم:"نحن لانعلم أي علم هو علم الشعب الكوردي، هذا الذي في وسطه شمس صفراء أم الذي تتراصف ألوانه الصفراء والخضراء والحمراء فوق بعضها" فأقول لكم: الحزب الوحيد الذي يحمل العلم المتراكب الألوان هو "حزب الاتحاد الديموقراطي" الذي لايسمي نفسه بالحزب الكوردي أو الكوردستاني، وهو في الحقيقة شبيه بعلم دولة ليتوانيا المستقلة التي لاعلاقة لها بالكورد أو بسوريا لا من قريب ولا بعيد، كما أنحزب العمال الكوردستاني الذي انبثق عنه حزب الاتحاد الديموقراطي لايرفع العلم الكوردي، بل علماً يشبه العلم التركي، في وسطه نجمة صفراء عوضاً عن الهلال الإسلامي، ولذلك لايحق لكم مساءلة شعبنا بصدد هذا العلم المتراكب الألوان الذي نتبرأ منه تماماً. أما العلم الذي تسطع في وسطه الشمس فهو حسب معرفتي علم قدمته جمعية كوردية ثقافية – اجتماعية في عام 1920 م لنيل الرخصة في اسلامبول التي كانت لاتزال محكومة من سلطانٍ عثماني يعتبر نفسه خليفة المسلمين جميعاً، ولم يكن يدر أنه آخرهم في التاريخ. ومنذ ذلك الوقت، ولربما سبق صدور هذا العلم تلك المناسبة، أصبح الكورد في كل مكانٍ في العالم يعتبرونه رمزهم القومي، بغض النظر عن عقائدهم العديدة وولاءاتهم السياسية المختلفة وأحزابهم التي في تكاثر لاحد له، إلا أن العلم الذي تغنى به الشعراء وأنشد له وعنه المغنون ونقشه ورسمه الفنانون وحملته الزوجات المخلصات لأزواجهن كهدية للأزواج المعتقلين من أجل حريتهم في المعتقلات قد اتخذ مكانته في قلوب الأمة الكوردية كرمزٍ من رموز الحرية والكرامة القومية والصمود في الكفاح والتأكيد على الحق العادل في الحياة المشتركة مع الشعوب الأخرى التي تحمل أيضاً رموزاً ورايات وهذا طبيعي... إنه العلم الذي أعدم بسببه الشهيد القاضي محمد، رئيس جمهورية كوردستان في مهاباد، من قبل الشاه المجرم، الرئيس الذي لم يغادر مكتبه هارباً كما فعل سواه لدى اقتحامه من قبل الأعداء، وانما سلم العلم الكوردي لجنراله البارزاني مصطفى وطلب منه حفظه ورفعه والدفاع عنه حتى الموت، في حين أنه جلس وراء طاولته في انتظار الموت المحتم ورفض الخروج مع البيشمركه الذين سيدافعون عنه بدمائهم، قائلاً للبارزاني الذي أبدى استعداده لحمايته بدمه كلاماً كهذا:"إنني رئيس هذه الجمهورية وحامل راية الحرية هذه، فإذا ذهبت معكم فسيصب الشاه غضبه وحقده على رأس الشعب، وأنا مسؤول عن ذلك أمام الله تعالى". وحمل البارزاني مصطفى الأمانة حتى الرمق الأخير من حياته. إنه العلم الذي يزين مراقد آلاف الكورد الذين استشهدوا في حلبجة لدى قصفها بالقنابل الكيميائية على أيادي الغزاة البرابرة المجرمين في عام 1988، كما يزين مقابر آلاف الشهداء من الكورد الذين قضى عليهم نظام الطاغية صدام حسين فيما يسمى ب"أنفال بارزان"، كما هو العلم الذي تم تزيين كل شهداء الكورد السوريين الذين سقطوا برصاص الغدر والارهاب الأسدي به منذ أن تحكم هذا النظام الشمولي بالشعب السوري والذي أسفر عن وجهه كأشد النظم وحشية ضد شعبه، وفي مقدمة شهدائنا الكورد السوريين المناضل الديموقراطي الكبير مشعل التمو وشيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي والشاب سليمان آدى الذي أراد قول كلمة حقٍ أمام قصر الطاغية البائد حافظ الأسد... وهو العلم الذي كان يقبل شباب الكورد من أجله حبال المشانق بابتسامات عريضة في ظل الارهاب الأتاتوركي والشاهنشاهي من قبل، واليوم في ظل دكتاتورية ملالي الشيعة المجرمين في ايران.. أفتريدون ببضع بنادق ونياشين وألقاب عسكرية انتزاع هذا الرمز منا، هذا الرمز الذي يودع به الكورد شهداءهم كل يوم والذي لن يتوانى الشباب الكوردي أينما كان عن التضحية في سبيله بدمه؟ أليس هذا البيان محاولة مشكوكة وغامضة الأسباب لادخالكم في سردابٍ عنصري ضد قضية عادلة لشعب عانى الأمرين على أيدي النظم الاستبدادية والشوفينية... أليس هذا خدمة مجانية من قبلكم لتسعير الخلافات في صف الشعب المعارض والمقاوم للنظام المجرم؟ فافتحوا عيونكم وضمائركم إن كنتم حقاً تريدون تحقيق سوريا حرة، ديموقراطية ولاتضيع فيها الحقوق... وتذكروا بأن الشاه الايراني القاجاري قد انخلع وبقي العلم الكوردي خفاقاً على ذرى جبالنا الشماء، ونهشت الديدان "اب الأتراك"، عميل الانجليز مصطفى كمال، وظل العلم الكوردي يخفق في كوردستان حتى اليوم، وأخرج صدام حسين "حامي البوابة الشرقية للأمة العربية" من جحر ضب في العويجة بعيداً عن مقر قيادته العسكرية، بعد أن هرب من المعركة ببغداد، ولايزال يعتبر كأكبر مجاهدٍ بينكم، بل كمعبودٍ لبعضكم، وأنا أسميه بالمعبود الهربان. ولكن العلم الكوردي بقي صامداً ومرفرفاً، يزين اليوم مطارات كوردستان وأسواقها الحديثة ومدارسها التي أعيد بناؤها بعد تدميرها من قبل جيش البعث... فهل أنتم عاملون على ذات المسار الارهابي الفاشي العدواني العنصري ضد الشعب الكوردي أم أنكم طلاب حرية لكم وللكورد ولكل السوريين. عوضاً عن أن تضعوا رمزاً كوردياً مثل الشمس في مكان نجومكم الثلاث في علم الاستقلال السوري لتكسبوا أفئدة ثاني مكون من حيث الحجم السكاني والانتشار الجغرافي في البلاد، تعملون على اقصاء الشعب الكوردي وتطالبون بتحطيم أمله وانتزاع قلبه الخفاق من صدره... أهي مصادفة أن يرفض فطاحل الحقوقيين وأمناء المعارضة وكبار الشيوخ حق الشعب الكوردي في إدارة نفسه بنفسه ضمن حدود سوريا موحدة مستقلة وحرة وأن ترفضوا أنتم حق الكورد، الذين سماهم شاعر فلسطين محمود درويش ب"حارسي الشمس من أصفاد أشباه الرجال" في أن يكون لهم رمز يرمز إليهم؟ وفي شتى أنحاء العالم تختار وترفع كل الأحزاب والجمعيات والنوادي، حتى السوبر ماركات وشركات الشحن وجمعيات حماية الحيوانات أعلاماً خاصة بها...؟ | |
مشاهده: 548 | الترتيب: 0.0/0 |
مجموع التعليقات: 0 | |
تغريدات بواسطة @rojmaf
طريقة الدخول
تصويتنا
إحصائية
مقالات و آراء
الأخلاق الإعلامية بحسب رئيس رابطة المغتربين السوريين آزاد جاويش على خطى البارزاني الراحل حتى النصر هل تم هكر موقع كميا كوردا ؟ هذا ما ورد في نص رسالة موجهة لي |
|
المتواجدون الآن: 2
زوار: 2
مستخدمين: 0
اضغط على like - اعجبني