وعليهم ان لاينسوا بان الدخول في المفاوضات مرتبطا بالقوي ـ النظام للاعلان عنها من طرفه ليظهرعلى حسن نياته والقيام بترجمها على ارض الواقع ليثبت صدق توجهاته في تسليم السلطة والرحيل مع طاقمه لحقن الدماء .
هل توقف النظام يوما عن قتل الابرياء رغم وجود عناصر المراقبة ؟.
كما عليهم ان يتذكروا رغم جميع ما ارتكبه النظام لم يستطيع السيطرة على ارادة شعبنا
بل على العكس توجد الان ثورة شعبية عارمة لم تذهل الاسد ومخابراته والدول الاقليمية فحسب بل اذهلت العالم كله .
وعليهم ان لا ينسوا مهما تتوسع دائرة العنف في سوريا بين الأغلبية المتمثلة في المعارضة المختلفة الاتجاهات والثوار ـ وجيشه الحر من جهة وبين النظام الشمولي السفاح ومخابراته وعسكره ذو التوجه الطائفي والمتخاذلين معه والمنحرفين من جهة اخرى
بان الشعب السوري لن يقف في منتصف الطريق بل سيتابع مسيرة الحرية مهما كانت فاتورتها باهظة حتى يتحقق النصر وهو قريب .
وعليهم ان يعلموا بان ارادة شعبنا هي ارادة الحق لانها من ارادة الخالق , وشعبنا السوري عرف طريقه وليست هنالك اية قوة غادرة تقف في طريقه او تقهره .
وشعبنا السوري باق والاسد وشبيحته ومخابراته والمنحرفين زائلون وهو قريب مهما يابى .
وما يتم اليوم في سوريا من قبل المعارضة الوطنية الرفض والمواجهة هي النتيجة الطبيعية لاستمرار النظام في غيه وبطشه وعلى عدم توقفه في ارتكاب الجرائم الوحشية والمجازر ضد الانسانية التي يندى الجبين البشري الا جبينه , يا للعار .
لذلك من حق المعارضة وجيشه الحر والتنسيقيات رفض المفاوضات معه بشكل مباشر او غير مباشر حاليا . وحتى الاعلان الجماهيري على سحب الثقة منه ومقاطعته والاصرار على عدم الاعتراف بشرعيته وحتى اسقاطه وهو امرا مشروعا وانا اقف الى جانبهم ومعهم حتى النهاية .
ولكن لنفرض جدلا بان الدعوة بالدخول في المفاوضات هي نابعة من النيات الحسنة :
وحتى ان تاكد لنا فعلا بان العمليات العسكرية ستتوقف من جانب الاسد وسيكف عن الانتقام والحقد الجنوني وبالتوقف عن قصف المدن الاهلة بالسكان .
وقتها قد يستحسن ويفضل بالدخول مع النظام في المفاوضات حين يطلب وتكون هنالك ضمانات عربية وغربية للجلوس معا خارج سوريا بنفس المستوى والقدر مهما جدا لاخراج هذه الورقة من يديه للكشف على حقيقة كذبه وخبثه للعالم .
وقتها قد تكون فوائدها كثيرة منها :
اولا : سيحد من الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق الابرياء العزل .
ثانيا : هو الاعتراف بالمعارضة وهذا سيجعل من هم مع النظام ان يفكروا كثيرا حتى بالتعاون مع المعارضة ومن غير المستبعد حتى بالمساهمة في تغيير راس النظام ومعه جنرالاته القتلة من خلال الضغط المباشر عليهم .
ثالثا : قد يعطي ذلك دفعا اكبر للمعارضة ويزيد من دوره و وزنه شعبيا واقليميا وعالميا .
رابعا : قد لا يفسح المجال لسقوط الدولة لكي لا يعاد وضع الصومال ـ صمولة البلاد .
خامسا : قد تتخلص قيادة الحركة الكردية وبعض التنسيقيات والمساومين والمترددين والطوائف المشوهة التفكير من الخوف وتحدد موقفها الايجابي من الثورة باكثر جرأة .
سادسا : قد تتخلص من ممارسات المنحرفين وفتن وجرائم ب ي د , الذي سيكون السبب الرئيسي :
أ ـ افشال محاولة وضع الكردي في خدمة النظام بشكل مباشر اوغير مباشر .
ب ـ تخليص الشعب من المشاريع المضرة خارج الساحة وتخليص بعض القيادات من التبعية العمياء للخارج .
رغم جميع المحاولات وفي كل الاحوال كان وسيظل الكردي كما هو معروفا عنه يعمل في ضمن ساحته ويساهم في مع الثوار في المشروع الوطني لاسقاط النظام الدكتاتوري .
لذلك المفاوضات التي تؤكد على سقوط النظام ويحول القوى المترددة لصالح الثورة مهما جدا .
اما كيف ستكون المفاوضات وما يريده المفاوضون هو مرهونا بالثوار .
اما الذين لم يشاركوا في الثورة ضد النظام لن تجدي اقوالهم لانها تنبع من مصالحهم الشخصية .
ومصلحة الشعب السوري فوق كل الاعتبارات وهذا ما ينشده الثوار وجيشه الحر وكل من يريد التشكيك في ذلك هو مخطئ .
وكل من يعتقد بان النظام باق هو مخطئ جدا جدا .
18 كانون الاول 2012
عبد القهار رمكو