الرئيسية » مقالات » مقالات سياسية , منوعات , تعليم لغة كوردية » مقالات سياسية

محمود برو : لا طائفية ولا حرب اهلية، بناء جبهة كردستانية

منذ اانطلاقة الشرارة الاولى للثورة في المنطقة الكردية في انتفاضة ١٢ اذار الشعبية ، ضد سلطة الاستبداد، وصولاً الى الشرارة الثانية في درعا الحبيبة  وازدياد رقعتها شيئا فشيئا الى البلدات والمناطق الاخرى في سوريا، سعى النظام الاستبدادي بكل ما لديه من طاقات وامكانات لخلق بؤر توتر بين الشعب الثائر نفسه، حيث استخدم ورقة الكرد والعرب وحاول خلق فتنه بينهم من خلال تسليح بعض العشائر العربية وبعض المجموعات المناصرة لحزب البعث العنصري  العفلقي ضد  ابناء الشعب الكردي الثائر في وجه الطغيان والاستبداد. ذلك الحزب اللذي ينطلق مبداه من صهر كل القوميات في بوتقة القومية العربية، حيث ان كل من يسكن سوريا هو عربي سوري بامتياز،  ومن ثم استخدم ورقة الاسلام حيث بث روح التفرقة بين المسلم والمسيحي، وتارة اخرى حاول التفرق بين المسلمين ذاتهم وذلك عن طريق زرع روح المذهبية، عن طريق الدعاية والاعلام بان السنيين هدفهم القضاء على العلويين والانتقام منهم ، وهنا ركز على الاخوان المسلمين، لكن كل هذه المسرحيات الكرتونية والمؤامرات الخبيثة  فشلت وتحطمت على صخرة الصمود والتصدي للثورة السورية وعظمة شعبها عندما نادى بملئ حناجرها ، واحد واحد الشعب السوري واحد.  وعندما اصبح كلمة ازادي ازادي مكتوبة بالدم على اللافتات في حمص ودرعا و ادلب والمناطق العربية الاخرى الثائرة، حيث قابلها  سوريا حرية، يا درعا نفديك بارواحنا ، يا حمص قلبنا عليك في المناطق الكردية الثائرة. ان هذا التناغم والتجانس في الشعارات جعل بشار الاسد خائبا في امله وجالساً في برجه العاجي ملوما محسورا، والاكثر من ذلك فانه اصاب بهستريا الجنون السياسي عندما كشف بان الشعب وبصدوره العارية تقارع دباباته ومدافعه وقناصات ملالي ايران وحزب الله وشبيحته من النفوس الرخيصة اللذين رباهم والده المقبور في مراكز خاصة في جبل مزة  وقدم لهم اروع المعاشات والتسهيلات الحياتيه والامتيازات الخاصة، وذلك ليستخدمهم في الايام الصعبة عند تعرض سلطته للخطر. وهذا مانراه الان بام اعيننا كيف انهم يظهرون وكانهم وحوش بشرية بقامات عالية ودقون متماثلة واجسام كمالية مليئة بالعضلات ، ويقومون بالقتل وسفك الدماء وهتك العروض واختطاف الشباب من بين المظاهرات السلمية.

الغالبية العظمى من النسيج السوري المتشعب وصل الى الاتفاق و التفاهم  والقناعة النهائية بانه لا بديل عن اسقاط النظام، وايضاً بناء سوريا حرة وديمقراطية ومدنية لكل السوريين، لا حوار مع قتلة الشعب. هناك احيانا بعض الاختلافات حول الية سقوط ، منهم من يطلب بتدخل عسكري فوري ومنهم من يطالب بتدخل، نستطيع ان نسميه تدخل محدود، او بناء مناطق امنة او حظر جوي. كل ذلك عبارة عن اختلافات اراء ومواقف ، وهذه هي ظاهرة حضارية ومدنية ديمقراطية، الراي والراي الاخر. يجب علينا ان لا نخشى بعد طالما الدماء الطاهرة وحدت هدف الثورة الرئيسي في اسقاط النظام وسوريا لكل السوريين.

لكن الشئ الذي يدعو الى الاسف الشديد هو ترويج الدعاية القوية للحرب الاهلية في سوريا، لا سيما من مسؤلي الامم المتحدة ومسؤولين رفيعي المستوى في عاصمة العالم واشنطن ودول غربية اخرى. حقيقة ان هذه الدعاية لا تخدم الثورة الثورية قيد انملة، انما تخدم العصابات الاسدية  وتطول عمرها، وذلك بزرع روح الرعب وخلق حالة عدم الاستقرار وفقدان الثقة بالبعض  بين  الناس .

فالسؤال اللذي يطرح نفسه ويشغل بال الكثيرين منا هو، ما هو الاهم بالنسبة للكورد في هذه المرحلة بالذات؟؟

والجواب حسب قناعتي ، مع احترامي الشديد للراي الاخر، هو ان  الحركة الوطنية الكردية عليها الان وقبل اي وقت مضى العمل الجاد والبناء في سبيل تطوير وتوسيع مجلسها الوطني للوصول الى جبهة كردستانية واسعة وشاملة لكل الاطياف الثورية المتواجدين  في المنطقة الكردية ، على غرار الجبهة الكردستانية في كردستان العراق، في بدايات الثمانينات، و اللتي كان مهندسها ومخططها الشهيد ادريس بارزاني، حيث انضم تحت رايته القوى والاحزاب السياسية من اليسار الى اليمين مرورا بالاحزاب الاسلامية والشيوعية والاشورية  ، كل ذلك تحت هدف مشترك واحد، الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان ، حيث تطور الهدف الكردي فيما بعد وتحديدا بعد الانتفاضة الاذارية في بداية التسعينات الى الفيدرالية. 

فالجبهة المنشودة لا تعني ابدا الوحدة بل انها اتحاد قوى ديمقراطية ثورية واحزاب سياسية ومنظمات المتجتمع المدني والتنسيقيات الشبابية اللذين هم دينامو القوى المناهضةلاسقاط النظام واقرار حق تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا.

حيث انه وانطلاقاً  من قانون  التطور التاريخي  الرئيسي، وحدة وصراع الاضداد في هذه الجبهة، نحصل على توفير وتامين التغيرات الكمية اللتي تؤدي بالتالي الى تغييرات نوعية ، نتيجة التفاعل مع البعض من خلال الاراء والبرامج والطرق المتباينة لمعالجة الامور. وحسب اعتقادي فان هذة الجبهة ضرورة تاريخية هامة في هذه المرحلة الحساسة. وكذالك مرحلة ما بعد سقوط الطاغية،  كصمام امان لوقف التوتر اللذي قد يحدث في المنطقة الكردية. اذا لم يقوم الحركة الكردية بمهمتها هذه فسيترتب عليها اعباء ومشقات كثيرة بعد سقوط النظام، حيث ستزداد الاخطار  وتعم الفوضى في الحياة العامة، وستكون الضحايا كبيرة.

لذلك فان لا طائفية ولا حرب اهلية بوجود هكذا جبهة كردستانية.


الفئة: مقالات سياسية | أضاف: rojmaf (2012-06-19)
مشاهده: 633 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

تصويتنا
موقفك من الهيئة الكوردية العليا
مجموع الردود: 107
إحصائية


اضغط على like - اعجبني