منذ أول يوم لعيد الأضحى, وعلى خلفية اطلاق النار على التظاهرة السلمية للأكراد من طرف جيش الحر ومن ضمنها أيضا كتيبة صلاح الدين الأيوبي وجبهة النصرة وكتيبة التوحيد, وتغير البيانات والإتهامات وأنا أغيّر كل يوم في مقالي هذا الذي لم أنشره بّعد بسبب التطورات والتغُيرات التي تحصل كل يوم, لكن فكرت هذة الليلة, اذا انتظرت التطورات ة والأحداث التي تحصل يوميا فلم أنشر مقالي لسنين طويلة, لذا قررت أن أنشر ما بداخلي وحسب نظرتي للوضع.

أليس موقف الصمت للأحزاب الكردية, أو عدم التنديد ولو ببيان من المجلس الوطني الكردي بالأحداث الأخيرة في الأشرفية وقسطل جندو يعطي الجرآة والقوة والحق للجماعات الإرهابية بالغزو والزحف الى المناطق الكردية ؟, لكن الأسوء والأخطر في هذة الظروف هو ليس صمتهم, بل تظاهروا بعض الأحزاب الكردية في كوباني ضدد قوات وحدات الحماية الشعبية, واتهامهم بارتباطهم مع النظام السوري الساقط لا محال, وتصفيتهم للنشطاء الكرد أو خطفهم, ومنذ اندلاع الثورة في آذار 2011 لن أشاهد مظاهرة للأحزاب الكردية بهذة الضخامة بحضور الآلاف, وأغلب شعاراتهم كانت الله محيّ جيش الحر.

قامت بعض العناصر من الوحدات الحماية الشعبية في لحظة غضب بالتهجم على المكاتب التابعة للأحزاب الكردية لإنزال علم الثورة السورية من المكاتب على أثر الأحداث في الأشرفية واطلاق النار على المتظاهرين السلميين ووقوع أكثر من عشرة شهداء من الأكراد, طبعا هذا عمل غير عاقل وغير مرغوب من بعض عناصر وحدات الحماية وكان عليهم ضبط النفس ولن يحصل ما حصل, والنتيجة شاهدناه البارحة في التظاهرة, لكن ليس بالتنديد مما حصل من قتل المتظاهرين العزّل في الأشرفية ومحاولة غزو المناطق الكردية, بل للتنديد ضدد وحدات الحماية الشعيية لإنزال علم الثورة.

حقا يا أيها الأكراد وأيها الأحزاب الكردية وأيها المجلس الوطني الكردي, هل كان من  الضروري التظاهر بهذا الحجم لأسباب تافهة  مما حصل في كوباني مقارنة بما يحصل الآن لجر الأكراد والعرب للقتال وحينها يتفرج النظام السوري علينا ويبث أخبار كاذبة لصب الزيت على النار ؟ علما انزال العلم لا يعّبر عن موقف وحدات الحماية بل كان فعل أفراد من الوحدات في لحظة غضب وردة فعل, فسؤالي لكم هل هتفتم بالمظاهرة ضدد ما حصل في الأشرفية بقتل الأكراد في التظاهر السلمي ؟ هل عبرتم عن رأيكم ورفضكم لهجوم الجماعات المسلحة الإرهابية على قرية قسطل جندو ؟ هل طالبتم جيش الحر بإخلاء سبيل المعتقلين المدنيين العزّل ؟ هل ذكرتم أسم الشهيد الذي استشهد تحت التعذيب من طرف جيش الحر ؟ هل نددتم بالقصف العشوائي من طرف النظام الوحشي الشوفيني على منطقة الأشرفية لحظة تواجد جيش الحر فيها عندما ذهب ضحيتها 15 شخصا ومنهم 9 من الأكراد ؟ هل نددتم بعدم السماح لقافلة جنازة الشهداء وهم في طريقهم الى عفرين من أجل الدفن ؟ هل سألتم أين المقاتلة نوجين كوباني حيث تم خطفها بالغدر من طرف عناصر جيش الحر عندما كانت  مع رفاقها تقوم بتبادل الجثث بين الطرفين بعد الإتفاق ؟ أليست نوجين شرفنا ؟ أليست نوجين عرضنا ؟ أليست نوجين كردية بنت كاوا الحداد نرفع رأسنا بها ؟ أليس من استشهدو بين صفوف وحدات الحماية شرفاء كانوا يحموننا بدون أي مقابل ؟, فكفانا أن نضحك على أنفسنا وأحذروا قبل فوات الآوان, لأن العقل الكردي لا يتحمل بتواجد أصحاب اللحّية مع ربطة القماش بللون الأسود على جبينهم وهي اشارة المتطرفين والسلفيين البعيدين كل البعُد عن الأخلاق والإنسانية  كجماعة الداديخي, علينا أن نوحد صفوفنا وخطابنا ضدد هذا التهجم الشرس على المناطق الكردية ونضع خلافاتنا جانبا, ونعلم أن القيادة المشتركة لجيش الحر أصدر بيانا وتبّرئ من كتيبة عاصفة الشمال, وليس لهم يد في الهجوم على مناطقنا الكردية ولا علاقة لهم بما حصل وسيقفون ضدد تلك الجماعات المتطرفة لأنهم أداة بيد النظام لخلق الفتنة بين العرب والأخوة الأكراد, لكن ما يحصل على أرض الواقع يثبت العكس كالخطف والإعتقال للمدنيين والتعذيب, والسؤال هنا هل كتيبة عاصفة الشمال موجودة ومسيطرة على طول الطريق ما بين اعزاز ومنطقة الأشرفية ؟ حيث اعقتل المئات من الشباب الكرد ومنع الذهاب الى المناطق الكردية وخطف المقاتلة نوجين وتهديدها بقطع رأسها والقتل تحت التعذيب وأيضا اطلاق النار على المظاهرة الكردية السلمية .

لماذا حلال على جميع الأحزاب والحركات الكردية أن يرتكبوا أغلاطا وحرام على عناصر وحدات الحماية ؟, لما حلال على انضمام أعضاء من حزب آزادي بين صفوف جيش الحر واطلاق النار على أخوتهم العّزل, وأعتبر قيادي في حزب آزادي أنه عمل فردي وحرام على الشباب الكرد الإنضمام لصفوف وحدات الحماية ولحظة غضب قام البعض بإنزال علم الثورة ولا يعتبّر عمل فردي ؟, لماذا حلال على جيش الحر أن يرتكبوا أغلاط ويطلقو النار على التظاهرة السلمية وحرام على وحدات الحماية الشعبية بالرد على مصادر اطلاق النار لحمايتنا ؟, بربكم هل جميع عناصر الجيش الحر وخاصة المنشقين من النظام هم شرفاء ؟, هل فكرتم ولو للحظة بوجود بعض من العملاء بين عناصر جيش الحر لصالح النظام السوري والتركي بين الآلاف المنشقين من الجيش النظامي من أجل التخريب والفتنة ؟ هل كل الضباط برتب عالية من المنشقين هم بالفعل ثوريين لإسقاط النظام ؟, أم يوجد بينهم من مؤسسي كتائب تحت أسماء خيالية ككتيبة الشهيد صدام حسين (لن يكتفوا بكتيبة واحدة بل أصبحت إثنان, لكن واحدة بينهم غيّرت الأسم الى كتيبة قادمون يا شام والآخرى بقيت وموجودة بّعد) وحينها حصلت ضجة إعلامية بين الصُحف العربية والكردية لأن هدف تسمية بعض الكتائب بهذة الأسماء هدفها لتغيير مسار الثورة الى التطرُف والسلفية.

شاهدة في الأيام الأخيرة على عدة قنوات وخاصة (الجزيرة) القطرية وقناة (العربية) السعودية يبثون فيدوهات للجماعات السلفية والمتطرفة الإرهابية وهم يهاجمون قسطل جندو بصرخات التكبير, وعلى لسان المراسل أن ثوار جيش الحر (كتيبة عاصفة الشمال) هاجمو حاجزا تابع لحزب العمال الكردستاني, ألا يعلم الجزيرة والعربية من هو عمار الداديخي مسؤول الكتيبة وما هي أعماله ؟ علما أن جيش الحر تبرئ منه لكن هذة القنوات مصّرة أن تضمهم بين صفوف جيش الحر, السؤال هنا أين هم مقاتلين حزب العمال الكردستاني ؟ أم هذا الإعلام فقط لتبرير هجومهم وغزو المناطق الكردية من طرف الجماعات المسلحة أمام رأي العام ؟ أو لإرضاء الأحزاب الكردية لإلتزامهم الصمت وتبرير موقفهم ؟, الجميع يعلم وحتى الجزيرة والعربية الغير حيادية أنه لا وجود لمقاتلي الكردستاني في المناطق الكردية في سوريا, بل هم أبناء شعبنا الكردي في سوريا الذين لا تجف عيونهم لحمايتنا وحماية مناطقنا الكردية, انهم أقربائي وأقربائك, أخي وأخاك, أبن عمي وأبن عمك فكفانا أن نضحك على أنفسنا, كلمتي الأخيرة هي كفانا ثم كفانا وعلينا طرد العملاء والمخربين والحقودين من الكرد بين صفوف الأحزاب والتنسيقيات والحركات الشبابية والمجالس الكردية لتصفية القلوب وتوحيد صفوفنا وتوحيد الكلمة الكردية قبل فوات الآوان لأن هذة الفرصة التاريخية لا تُعيد نفسها.

اذاد جاويش 

Deutsch-Syrischer Kulturverein in NRW e.V.
Mitglied im Bundesverband der Deutsch-Syrischen Kulturverein e.V.
رابطة المغتربين السوريين في ألمانيا – ولاية شمال الراين

عضو تأسيسي في الرابطة الاتحادية للمغتربين السوريين في ألمانيا