نعم هاهي الأيام تمضي وقلبنا على الشهيد مشعل يبكي , نعم عجلة الشهور تمضي وقاتلك في الجوار يمشي , نعم أستشهادك ذرفتُ فيه دمعي وحبي لوجودك يسري .

 لا أدري كيف سأبدأ بكلماتٍ كُلها حزنٌ وآسى .

ينتابني الخوفَ صدقوني ففي كلِ  كلمة ً أتذكرُ صورته وفي كلِ حرف ً أتذكرُ مقولته وفي كلِ ثانية أتذكر نظرته, نعم أنه الخوف ففي فقدانه فقدنا قائداً ميدانياً يخرجُ في المظاهرات لايخاف ويكون دائماً بين الناس لاخلف الكواليس

لطالما حلمنا بهكذا قائد بين الشعب ومع الشعب  .  كنا نرى البرزاني في العراق واوجلان في تركيا والقاضي محمد في ايران . ولكننا كنا نتسائل متى سيظهر قائد كوردي سوري وعندما ظهر أستشهد دون مقدمات رغم أنه كان يُخبرنا بأنه قريب من الموت وان قاتليه يتربصون به ولكن خذلوك لأنهم لم يصدقوك بل صدقوا أحلامهم الميتة وزياراتهم المقيتة .

في ذكرى أستشاهدكَ السنوية والتي سيقوم شعبنا الكوردي في سوريا بالاحتفال بها أحببتُ أن اكون أول من يبكي على فراقكَ وأول من يتحدث عن أستشهادكَ . ففي أستشهادكَ وضعت الكورد في مقدمة الثورة علمتَ الكورد معنى الحرية وعلمتهم معنى الشهادة وكيف أن يكون المرءُ شهيداً بين شعبه, وعلمتَ الكثير من قادة أحزابنا الصديقة معنى التضحية والوفاء , لقنت قاتليكَ درساً في الصمود والشجاعة والآباء  .

أدركُ تماماً معنى الشهادة وآدركُ بأنك الآن سعيداً بما حققته فأنت قد نلت الشهادة التي حلمت بها وعرفت أنها من نصيبك  وأدرك تماماً بأنكَ حزين  فقد خيب الجميع ظنك الصديق والجار والقريب والغريب والبعيد و كل من عرفته خيب ظنك بعد أستشهادك فلا التحضير لذكرى استشهادك يجعلك تعود الينا ولا هذه الكلمات البسيطة ترجعك الينا ولا كتابة أسمك في شوارع وازقة قامشلو ومدننا الكوردية ترجعك الينا , ف أخبرنا يا ابا فارس مانفعله فقد عدمنا الحيلة , فوجودكَ بيننا كان يمنحنا القوى كان يمنحنا العزم والشجاعة وبرحيلك أدركنا معنى فقدان القائد وفقدان المحرك وفقدان الرزين والشامخ .

لعل كلماتي سأبقيها في قلبي ولن أنتظر ماسيقدمه شبابنا في الذكرى السنوية لأستشهادك لأني واثق من الشباب الكوردي وبانهم سيقوم بعملهم في أجمل وجه وأتمنى أن يكون ذكرى أستشهادك ذكرى توحيد صفوف الكورد جميعاً

وأن نكون متحابيين في مابيننا فبئس الكوردي المتخاصم مع اخيه الكوردي ونعم للكوردي المحب لأخيه الكوردي فلا أنتمائتنا السياسية ولا آراءنا المختلفة تبعدنا عن قضيتنا وعن قوميتنا وعن حريتنا .

الرحمة لشهيد الحرية مشعل تمو ولكل شهداء الكورد والثورة السورية

Dilan Sharaf