يوم 30 \3 \2011 الى أن يقرر المتظاهرين سقوط النظام الذي يقتل شعبه ، بعد كل هذا قرر النظام فتح حوار مع المعارضة لمناقشة سبل وآليات الإصلاح المزمع إجرائها على مضض وبدون تسرع. عندها تمسكت روسيا بهذه البدعة، أي بدعة الحوار بين المعارضة والنظام.
مع تطورات الأحداث على الأرض ، والتحرك الدبلوماسي على مستوى الجامعة العربية ومجلس الأمن، حاول النظام صنع معارضة على مقاسه ودفعها الى عقد مؤتمر في دمشق ، ومن ثم مؤتمراً آخر انبثقت منه هيئة التنسيق الوطني للتغييرلتلعب على الدبلوماسية الدولية واتباع سياسة المراوغة والمخادعة لإطالة عمره وفرض نفسه طرفاً اساسياً إن تم التغيير بشكل أو بآخر. طبعاً تم ذلك بالتفاهم والتنسيق مع روسيا والصين وإيران التي تشارك النظام في قمعه للانتفاضة التي تحولت إلى الثورة فيما بعد.
لقد حاول النظام جاهداً التفريق بين المعارضات التي تشكلت في غالبيتها اثناء الثورة واستمراريتها في مواجهة آلة القمع من قبل عصابات النظام وكتائبه من الجيش السوري، وكذلك العمل جاهداً زج عناصر من جانبه داخل صفوف المعارضة لتكون أجندته الفاعلة من أجل تفتيت المعارضة وعدم تمكنها من تقديم مشروع يمثل رؤية وطموحات مجموع مكونات الشعب السوري العرقي والديني والمذهبي. بذلك رأينا العديد من المعارضات تتضارب الآراء فيما بينها لتستحيل التوحيد حول رؤية مشتركة لمستقبل سوريا. وفي مقدمة هذه المعارضات التي لعبت أدواراً سلبية خدمة لبثاء النظام كانت وما زالت هيئة التنسيق الوطني للتغيير، حيث مثلت الوجه الآخر لرؤية وطروحات النظام وراء شعارات وطنية في الشكل وتخدم النظام في الجوهر . حيث كانت من الأوائل الذين وافقوا على فتح الحوار مع النظام لإيجاد مخرج لوقف العنف، بينما رفعت الثورة شعار ( لا حوار مع القتلة والمجرمين قبل إزالتهم عن الحكم) وهكذا تعقدت الصورة والمشهد المسيطر على الدبلوماسية الدولية وبين المعارضات على حد سواء.
لقد تمسكت روسيا ببدعة فتح الحوار بين الأطراف، أي بين السلطة والمعارضة، مبررة في ذلك، على أن المعارضة لا تشكل الغالبية العظمى في سوريا، بينما النظام يمتلك المبادرة لإيجاد حلول سلمية والبدء بإصلاحات وفقاً لمفهومية النظام للتغيير. وفي مبادرة كوفي عنان ركزت روسيا على البند الخاص حول عملية الحوار، لكن الثورة رفضت ذلك مراراً، ورفضت مبدأ الحوار قبل سقوط النظام وتقديم المجرمين أينما كان إنتمائهم إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل، وهذا ما يرفضه النظام من أول يوم الثورة.
الآن تتحرك روسيا على محور الدبلوماسية الدولية من خلال إعادة تقديم خطة كوفي عنان لتأخد طابعاً مقونناً في اروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لقطع الطريق أمام دبلوماسية جديدة مع الأخضر الإبراهيمي، وإلزام الإبراهيمي العمل وفق تلك الخطة التي ولدت ميتة، وتكبيله بالمستحيلات وإفشاله قبل تحركه. في محاولة لتصديق الوثيقة التي اقرت في جنيف في الأمم المتحدة، وبذلك تكون قد أعقلت حركات ابراهيمي لتعطي المزيد من الوقت للنظام لإبادة الشعب السوري وتدمير دولته من الأساس إلى أن يحين الوقت ويهلك الشعب وبالتالي القبول بإجراء حوار مع النظام وفرض أجنداته من خلال إمتلاكها حق النقض( الفيتو) ومن استصدار قرار دولي.
أعتقد أن كل المبادرات التي تتقدم بها روسيا وبالتفاهم مع إيران لا تشكل إلا مزيداً من التعقيد ودفع المشهد السوري نحو إقتتال داخلي، وبالتالي تتحول المنطقة برمتها الى برميل من البارود الشديدة الإنفجار. فهل ستتواصل روسيا طريقها نحو الحفاظ على النظام ومواجهة إرادة الشعب السوري كما يواجهها النظام، أم ستغير موقفها فيما بعد وعند آخر لحظة من تفجير البرميل؟
سؤال ينتظر جواباً برسم التأجيل، لحين تمريغ أنف روسيا في نجاسة هذا النظام المجرم الفاسد.
أحمــــــــد قاســـــــــم
الكاتب والسياسي الكوردي السوري 8\9\2012
الرئيسية » مقالات » مقالات سياسية , منوعات , تعليم لغة كوردية » مقالات سياسية |
روسيا واللعبة التي لن تنتهي
أحمد قاسم منذ بداية الثورة ، وبعد خيار النظام السوري الوحيد ، وهو استعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين الذين طالبوا في البداية الإصلاحات في البنية السلطوية للنظام، وبعد ارتكاب النظام جرائم قتل المدنيين المسالمين، وإتهامه للشعب بالمتآمرين على سوريا في خطابه الشهير | |
مشاهده: 305 | الترتيب: 0.0/0 |
مجموع التعليقات: 0 | |
تغريدات بواسطة @rojmaf
طريقة الدخول
تصويتنا
إحصائية
مقالات و آراء
الأخلاق الإعلامية بحسب رئيس رابطة المغتربين السوريين آزاد جاويش على خطى البارزاني الراحل حتى النصر هل تم هكر موقع كميا كوردا ؟ هذا ما ورد في نص رسالة موجهة لي |
|
المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
اضغط على like - اعجبني