الرئيسية » 2012 » يونيو » 17 » حقائق جديدة من المناضلة زاهدة رشكيلو حول اغتيال مشعل تمو واتهام ال ب ي د بذلك
3:34 AM
حقائق جديدة من المناضلة زاهدة رشكيلو حول اغتيال مشعل تمو واتهام ال ب ي د بذلك


زاهدة رشكيلو تتحدث لـ «كردووتش» عن حادثة اغتيال مشعل التمو و عن الظروف التي أحاطت بعملية الإغتيال.

زاهدة رشكيلو (مواليد 1966)، عضو مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكردي في سوريا تتحدث لـ «كردووتش» عن حادثة اغتيال مشعل التمو


التي أصيبت فيها بجراح بليغة. هذه هي أولى المقابلات الصحفية مع السياسية الكردية التي تخضع حاليا لعلاج طبي في ألمانيا، وفيها تتحدث عن الظروف التي أحاطت بعملية الإغتيال.

 

كردووتش: كيف هو وضعكِ الصّحّي الآن؟

زاهدة رشكيلو: بدايةً أودّ أن أشكر وزارة الخارجية الألمانية وكذلك تنظيم أوروبا في تيار المستقبل الكردي اللذين أتاحا لي فرصة العلاج الطبي في ألمانيا، إذ إن الخارجية الألمانية تكفلت بدفع كل تكاليف هذا العلاج. لقد خضعت لعملية جراحية في فخذي الأيمن في مشفى باد زارو في الأسبوع الأول بعد وصولي من سوريا، مع العلم أنني كنت قد خضعت لعملية جراحية في سوريا إلا أنها فشلت. لاأستطيع المشي حتى الآن دون مساعدة. أنا الآن في مرحلة إعادة تأهيل وستُجرى لي عملية أخرى في الساق في الأيام القادمة. بالمجمل يمكنني القول أن صحتي الآن أفضل مما قبل وهي في تحسن دائم.

كردووتش: عندما اغتيل مشعل التمو في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 كنت بجانبه. هل لك أن تخبرينا ما حدث آنذاك؟

زاهدة رشكيلو: قبل يوم من هذا التاريخ اتصل بي مشعل التمو بحدود الساعة 11 ليلا في حلب وقال لي إن عليّ السفر إلى القامشلي في صباح اليوم التالي. وبالفعل كنت هناك في اليوم التالي حوالي الساعة 3 بعد الظهر. في القامشلي اتصلت مع مشعل التمو هاتفيا وأخبرني بأن علي التوجه إلى منزل شقيقه عبد الرزاق. توجهت إلى هناك حيث أتى بعد قليل من وصولي ابن مشعل مارسيل. وعندما غادرنا الشقة، أنا ومارسيل وعبد الرزاق، رأينا سيارة بزجاج أسود متوقفة بالقرب من الشقة. لقد كانت سيارة خاصة بالمخابرات. وعند مرورنا بجانبها حيّانا من فيها فتمازحنا فيما بيننا وأصبح كل منا يقول للآخر إنه المخصوص بالتحية. إلا أن السيارة اتخذت اتجاها غير اتجاهنا، حيث كنا قد تأكدنا بأننا غير ملاحقين. ذهبنا إلى بيتٍ يقع في الحي الغربي وهناك قابلنا كلا من مشعل التمو والمضيف الذي كان اسمه راشو وزوجته. وبمجرد وصولنا تلقى مارسيل إتصالا ممن يفترض به مساعدة مشعل في الخروج من البلاد. على إثر الاتصال قال مارسيل لمشعل إن عليهم الانطلاق في الساعة الرابعة بعد الظهر لكي يغادروا البلاد حوالي الساعة السادسة. عندما جرى الاتصال بين مارسيل والشخص الذي سيساعدهم بالهرب كانت الساعة الرابعة إلا الربع تقريبا. لكن مشعل قرر تأجيل السفر إلى اليوم التالي، حيث كان هدفهما إسطنبول. بعد قليل اتصل شيركو، وهو عضو في تيار المستقبل، وطلب لقاء مشعل الذي حدّد له مكان معين وأرسل مارسيل ليصطحبه من هناك. عندما وصل شيركو أخبره مشعل بأن حياته في خطر وقال إنه تلقى معلومات موثوقة من دمشق تؤكد أن هناك من يريد موته، سواء بالسمّ أو بالرصاص أو بحادث سيارة. لم يقل مشعل أي شيء عن مصدر معلوماته، بيد أنه طالب شيركو بدعم ريزان [المقصود هو ريزان بحري شيخموس/ رئيس مكتب الإتصالات العامة في تيار المستقبل الكردي ـ تحميل المقابلة]. تفهّم ضرورة هروب مشعل وأكد له أنهم سيتابعون العمل في تيار المستقبل بما يتوافق مع تصورات مشعل. وبينما كان مشعل شيركو في خضم حديثهما قُرع جرس الباب، وبعدها ساد السكون في الخارج. عادة نسأل عمن يطرق الباب عندما نكون مع مشعل في الخارج.لكننا اطمأنينا ولم نهتم لذلك هذه المرة لأن أخو مشعل، عبد الرزاق وإبنه مارسيل، فضلا عن مضيفنا، كانوا في فناء الدار. وما أن مرت خمس دقائق على قرع الباب حتى فُتح باب الغرفة حيث كنا ودخل رجل يحمل سلاحا آليا في يده، وجه سلاحه إلى رأس مشعل وأمره بالعربية: إنهض. ثم أطلق النار على رأسه. بعد إطلاق الرصاصة الأولى نهضت من مكاني ووقفت بين الرجل ومشعل وصرخت بالرجل ألّا يطلق النار ثانيةُ. لكنه فتح النار علي وأصبت بدايةً برصاصة بشكل سطحي فوق الركبة. لكنني لم أذهب جانبا مما جعله يطلق النار مرة أخرى ليصيبني في فخذي. سقطت أرضا وأكمل هو إطلاق النار على مشعل. ولأنني صرخت بصوت عال وبكيت أتى رجل آخر من الخارج إلى الغرفة. لقد كان الرجلان مكشوفي الوجه. عندما سقطت كان مايزال في استطاعتي النظر إلى وجه مشعل. كان قد سحب يده إلى أسفل رأسه، ثم أغمض عينيه. لقد فقدت الوعي بعد ذلك. وقيل لي لاحقا أن الرجل تابع إطلاق النار على مشعل. لم يستمر هذا الحدث أكثر من دقيقة واحدة. ليس بوسعي تذكر وجوه القتلة. علمت لاحقا أنهم أطلقوا النار على مارسيل أيضا. عندما سمع مارسيل صوت الرصاص أراد الدخول إلى الغرفة فأطلقوا النار عليه. يفترض أن يكون عدد الفاعلين خمسة إلا أنني لم أرَ إلا إثنين. لا أعرف تماما ما حدث في خارج الغرفة. لم يخبرني أصدقائي بشيء عن ذلك ولا أريد أن أعرف.

كردووتش: هل كان في الغرفة أحد أخر غيركِ وغير مشعل وشيركو؟

زاهدة رشكيلو: كلا. فقط نحن الثلاثة.

كردووتش: قلتِ إن مشعل كان يعرف أن حياته في خطر. ألم يكن لديه حرّاس شخصيون؟

زاهدة رشكيلو: نعم. كان لدينا أشخاص مكلفون بحمايته. فقبل شهرين من هذه الحادثة كان هناك محاولة لاغتياله. لكننا اعتقدنا أننا في بيت آمن واعتبرنا أن أي محاولة لإغتياله سيكون مكانها الشارع. يبدو أن خبر مغادرته الوشيكة للبلاد كان قد شاع فأرادوا قتله قبل مغادرته.

كردووتش: لماذا أراد مشعل رؤيتك قبل مغادرته البلاد؟

زاهدة رشكيلو: كان يريد التحدث معي ومع آخرين في شؤون تنظيمية. كان يريد أن يقول لي كيف ينبغي إكمال العمل في تيار المستقبل.

كردووتش: لما لم يغادر مشعل البلاد مباشرة بعد محاولة الاغتيال الأولى؟

زاهدة رشكيلو: لم يرغب مشعل بأن يتسرّع بالسفر، بل كان يريد أن يحضّر تيار المستقبل لسفره. كما أنه لم يكن مقتنعا بالمعارضة السورية في المنفى. لو لم يكن متأكدا أن هناك من يريد اغتياله لما فكر مشعل بمغادرة البلاد. كان يردد دائما أن معارضة المنفى تفتقد للجدية وأن علينا نحن هنا في داخل البلاد أن نزيد من فاعليتنا. عندما عقد مؤتمر إسطنبول، أرسل مشعل هيثم المالح إلى إسطنبول، أما هو فقد افتتح المؤتمر من دمشق. آنذاك كان يستطيع السفر إلى إسطنبول، لكنه كان يقول إن علينا أن نبين للعالم أن هناك في داخل البلاد معارضة قوية ولا تأتمر بأوامر الخارج كما هو الإتهام الموجه إلى معارضة الخارج. لهذا شاركنا بفعالية في الثورة السورية، أكثر من غالبية الأحزاب الكردية والعربية. مشعل التمو دفع حياته ثمنا لهذا الموقف.

كردووتش: قال مشعل مرة لــ «كردووتش» في مقابلة إنه تلقى تهديدات. من يقف وراء هذه التهديدات؟

زاهدة رشكيلو: نعم، هذا صحيح. لقد تلقينا تهديدات من طرف الـ (PYD) والـ (PKK). بدأت القصة في أحد أيام الجمعة في إحدى المظاهرات. في ذلك اليوم تظاهرنا سوية مع الـ (PYD) وأحزاب كردية أخرى وكان مشعل حاضرا. وأثناء ذلك رفع أنصار الـ (PYD) أعلام الـ (PKK) وصورا لعبدالله أوجلان. وعندها سأل مشعل ممثلي الأحزاب الأخرى عن سبب قبولهم بذلك. في المظاهرة لم يكتف الـ (PYD) برفع الأعلام والصور، بل رفع أنصار الحزب شعارا خاصا بهم على الرغم من أن سوريا كلها كانت تتظاهر تحت شعار موحد. قال مشعل عندها أن لن يقبل هذا التصرف وطلب من أنصار الـ (PYD) إنزال أعلام الحزب وصورة أوجلان والتظاهر تحت الشعار المرفوع في كل البلاد وقال أن علينا التوحد جميعا تحت العلم الكردي و علم الإستقلال فقط وإلا اتخذنا لأنفسنا منحى مختلف. وأعلن مشعل أيضا أنه ليس على استعداد لأن يوظّف أكراد سوريا ضد تركيا وقال: «أنا أعيش في سوريا وأريد دعم الثورة السورية، لاأرغب في أن أعطي انطباعا بأننا لسنا ضد النظام. يجب أن نوجه سياستنا ضد النظام وليس ضد تركيا. إذا غيرنا شعارنا ورفعنا صور أوجلان فلن يعني هذا سوى أننا لسنا جزء من الثورة السورية». لم ينتهِ الأمر إلى اتفاق بينه وبينهم. بعد ذلك قال مشعل للشباب بأن عليهم التوجه إلى مركز المدينة و تحطيم تمثال الأسد هناك. عندها بدأت المشاكل مع حزب الـ (PYD) الذي جاء أعضاء منه إلى بيت مشعل وقابلوه وهددوه. قالوا له إنهم بالتعاون مع 11 حزبا كرديا آخرا سيقومون يتصفيته. وعلى أساس ذلك ذهب عبد الرزاق ومارسيل إلى من هدد مشعل وقالا له إن له أن يفعل ما يراه صوابا. فيما بعد أصدرت الأحزاب الكردية بيانا أعلنت فيه أن مشعل وجه تهديدات لحزب الـ (PYD)!

كردووتش: أنت كنتِ برفقة مشعل التمو أثناء محاولة الاغتيال الأولى في القامشلي. هل تعرّفتِ على الفاعلين؟

زاهدة رشكيلو: لست من القامشلي في الأصل ولذلك لم أتعرف على الفاعلين. كنت مع مارسيل في المقعد الأمامي في السيارة ومشعل كان جالسا في الخلف عندما اقترب منّا رجلان يستقلان دراجة نارية. كانا كرديين وتمكّن مشعل من تحديد هويتهما. لا أعرف إذا كانا من الـ (PKK). لقد حاولا إيقافنا مرتين. ولاحقا لاحظنا أننا ملاحقين من قبل سيارة والتي حمل أحد ركابها السلاح أثناء محاولتها إدراكنا. عندها صرخت وقلت لمشعل إن عليه الاختباء، بيد أنه ضحك وسألني عن سبب ذلك. فجأة ظهرت امرأة مع طفلها أمام السيارة مما اضطرها للتوقف وهو ما مكننا من النجاة. كان على مشعل مغادرة البلاد فورا بعد هذه الحادثة، لكنه أخذ يؤجل السفر مرة تلو أخرى.

كردووتش: هل تبعت اغتيال مشعل التمو أية تحقيقات رسمية؟ هل حاول أحد ما معرفة القاتل؟

زاهدة رشكيلو: كلا، أتى مرة وفد من الـ (PYD) وحاول تسوية الأمر بيننا. قلت لهم عندها إن عليهم تقديم اعتذار علني عن إساءتهم لمشعل التمو. عندها فقط لا يبقى ما يحول دون تصالحنا. لكنهم ذهبوا ولم يجيبوا على هذا الطلب.

كردووتش: هناك من يقول إن تيار المستقبل يسعى إلى تقارب ما مع الـ (PYD). ما رأيك في ذلك؟

زاهدة رشكيلو: لقد جمدت عملي الحزبي منذ الحادثة. ولا أعرف إذا كان هناك فعلا إتصالات بين تيار المستقبل والـ (PYD).

كردووتش: هل عانيت من مشكلات مع النظام بعد الاعتداء؟

زاهدة رشكيلو: نعم، كنت تحت المراقبة. عندما كنت في المشفى في حلب ضغطوا على مدير المشفى وأجبروه على منع زيارتي. مرة حاول أحد عناصر المخابرات في الساعة الرابعة فجرا التسلل إلى غرفتي. وعندما فتح أخي الباب زعم الرجل أنه قدم لأنه يريد أن يحصل على توقيعي فقط. بعد خروجي من المشفى لم أذهب إلى البيت، بل غيرت مكان سكني عدة مرات. مرة أخبر عناصر المخابرات أحد مضيفيَّ أنهم يعرفون أين أسكن بالتحديد.

كردووتش: هل تمكنتِ من مغادرة سوريا دون مشكلات؟

زاهدة رشكيلو: كان إسمي مسجلا على الحدود وهو ما يعني نظريا أنني ممنوعة من السفر. لم أدع أحدا من وسطي يعرف بسفري. وقمنا بتعديل إسمي في جواز السفر بما مكننا من تجنب أي مشكلة على الحدود.

كردووتش: هل تستطيعين العودة إلى سوريا؟

زاهدة رشكيلو: عندما كنت في وطني الحبيب سوريا كانت المخابرات الأسدية تطلبني بين الحين و الآخر للتحقيق, و كانوا يتهمونني دائماً في كل تحقيق بأنني على إتصال بجهات خارجية. لا أظن إنهم سيدعونني و شأني إذا ما عُدت لوطني, سيعتقلوني حتماً حالما تطأ قدمي أرض المطار’ فقد أصبح معروفا للجميع أنني هنا بدعوة و على تفقة الخارجية الألمانية’ لن أعود طالما بقي هذا النظام في الحكم.



مشاهده: 886 | أضاف: rojmaf | الترتيب: 2.0/1
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

تصويتنا
موقفك من الهيئة الكوردية العليا
مجموع الردود: 107
إحصائية


اضغط على like - اعجبني